السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..
وبعد :
فإنه طمعاً للمصلحة الشرعية وابتغاء للسير وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم في هذا الصرح المبارك والموقع الطيب ولكثرة الخلاف الذي
وقع بين كثير من الناس في حكم الأناشيد الإسلامية بالذات المصاحب منها
للإيقاعات الموسيقية الإلكترونية فإنا رأينا أن نجمع أقوال العلماء في هذه
المسالة ليكون الأمر أكثر جلاء وأشد بيانا وإيضاحا.....
للشيخ محمد صالح المنجد
ما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقي ؟؟
الجواب :
الحمد لله
.جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر
واستماعه ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان
الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم
، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر
بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي
الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال :
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :
" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "
فقالوا مجيبين :
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
رواه البخاري 3/1043
وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين
، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد
أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/711
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ،
والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .
وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر :
عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد .
عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .
أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش .
وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون .
وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .
وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ،
وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون
إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن . والله
ولي التوفيق .
المراجع : فتح الباري 10/ 553 - 554 - 562 - 563
مصنف ابن أبي شيبة 8/711
القاموس المحيط 411
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله